المؤسسة عبارة عن نظام مفتوح تؤثر وتتأثر كما تعمل في بيئة متغيرة ومتطورة باستمرار، الأمر الذي قد يؤثر على طريقة تسييرها ويعرضها لمشاكل مختلفة، كما يفرض عليها أحيانا إعادة النظر في أساليب وطرق عملها من خلال الاعتماد على الاتصال كآلية عمل يربط المؤسسة مع جمهورها الداخلي ومحيطها الخارجي ككل، وبتزايد أهمية الاتصال ظهرت ضرورة استعمال هذا الميكانيزم في التخطيط اتصاليا لإدارة الأزمات وهو ما يسمى اليوم باتصال الأزمات. فالمؤسسة مهما كان نوعها كوحدة اجتماعية مصغرة عن المجتمع الكبير تضم مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين يعملون وفقا لنظام تقسيم العمل، وتسعى إلى تحقيق أهداف معينة وجدت من أجلها، وأثناء سيرها العادي قد تتعرص لأزمات مختلفة كالأزمات الاقتصادية أو المالية أو المهنية وغيرها داخلية كانت أو خارجية، فهذه الأزمات حتما ستؤثر على المؤسسة، بسبب ما يرافق هذه الأزمات عنصر المفاجأة ونقص المعلومات عنها وإيقاعها السريع، وهنا يبرز دور اتصال الأزمة الذي يمكن من مسايرة هذه الأزمات والعمل على حلها أو تسييرها للخروج منها، وهدا باعتباره مفتاح إدارة الأزمات الذي يتم تكييفه وفقا للظروف الاستثنائية الواقعة، بحيث وجدت المؤسسة نفسها مرغمة على التخطيط ليس للاتصال فقط وإنما التخطيط لاستراتيجيات اتصالية لإدارة الأزمات، وهذا لما لها من دور في الوقاية من الأزمات وأيضا أثناء استفحالها، ثم بعد زوالها، وبالتالي العمل على إدارة الأزمات من خلال ما يسمى اتصال الأزمات والخروج من هذه الأخيرة بأقل الأضرار المادية والبشرية الممكنة.